هوجو شافيز
أسد فنزويلا يطارد 'الشيطان'
أسد فنزويلا يطارد 'الشيطان'
أحمد أبوصالح
نجح الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز رمز اليسار الجديد في أمريكا اللاتينية في تعرية الرئيس الأمريكي جورج بوش واظهاره علي حقيقته العنصرية المتعصبة والمتعطشة لسرقة ثروات العالم تحت دعاوي دينية متطرفة وشعارات براقة من قبيل العولمة والديمقراطية وحقوق الانسان، في الوقت الذي تمارس فيه اقصي درجات العنصرية والتدمير بوسائل حربية غاية في البشاعة مثلما يحدث في العراق وافغانستان من احتلال مباشر، وابتزاز شعوب العالم الثالث والشرق الأوسط وسرقة ثرواتها باعتبارها حقا خالصا للكاوبوي الأمريكي.
نجح شافيز في حصار تحركات بوش في أمريكا اللاتينية، الحديقة الخلفية للبيت الأبيض بعد أن كان قد انشغل عنها لسنوات بسبب مغامراته في الشرق الأوسط، وبعد ما لقي هزيمة فادحة في العراق وأفغانستان من جراء الحرب الشعواء التي شنتها آلته العسكرية الأكبر والأضخم في تاريخ البشرية.
وفي محاولة منه لصرف الانظار عن هزيمته المنكرة في الشرق الأوسط حاول بوش خطف انتصار سياسي سريع عبر زيارته الأسبوع الماضي إلي أمريكا اللاتينية، ولكن اسد فنزويلا 'هوجو شافيز' كان له بالمرصاد،. فما أن بدأ بوش جولته حتي انطلق شافيز في أعقابه فزار الارجنتين فيما كان بوش يزور البرازيل والأورجواي ووصل بوليفيا حين كان عدوه اللدود في كولومبيا وتوجه شافيز إلي يكاراجوا خلال محطة بوش في جواتيمالا وأخيرا جاميكا وهاييتي اثناء المحطة الأخيرة المكسيكية للرئيس الأمريكي.
ولم تكن صرخة الرئيس الفنزويلي اليساري هوجو شافيز في وجه جورج بوش سوي تعبير واضح عن مدي الكراهية التي يكنها العالم للنهج الأمريكي الاستعلائي والعدائي المتجسد في سياسات اليمين المتطرف الذي احتل البيت الأبيض مع صعود نجم جورج بوش الابن منذ ولايته الأولي، وكانت تعبيرا عن الظلم والقهر الذي يشعر به سكان المعمورة في أركانها الأربعة.
ففي حضور أكثر من 35 ألف شخص في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس تعالت صيحات الرئيس الفنزويلي شافيز مطالبة رئيس امبراطورية الشر، والجثة الهامدة التي لم تعد تفوح منها حتي رائحة الكبريت وتفوح منها رائحة الموتي السياسيين، لن يبقي منه خلال فترة قصيرة سوي رماد وسيزول. شافيز الذي يعرف تماما حقيقة بوش بوصفه 'الشيطان' يدرك تماما أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول من جديد السيطرة علي إن لم يكن استعمار الحديقة الخلفية لواشنطن بعدما مدت اذرعها الطويلة إلي منطقة الشرق الأوسط لتحرق الأخضر واليابس، وتعيد تشكيل خريطة المنطقة بما يتلاءم مع مصالحها ويعرف أيضا أن واشنطن تريد أن 'تقسم القارة' الأمريكية الجنوبية، ولم يتورع شافيز لذلك عن وصف بوش بالثعلب المتنكر في زي خروف، الذي جاء ليقسم ويخدع ويوقف الحركات الشعبية.
ويدرك شافيز ايضا مرمي الزيارة التي قام بها بوش بعد أن وقع مع البرازيل مذكرة تعاون لتسهيل انتاج الايثانول وجعله قابلا للتسوق في السوق العالمية حيث يوفر البلدان 70 % من الانتاج العالمي منها. حيث اعتبر شافيز أن أمريكا تحاول استخدام الاغذية لانتاج الوقود بينما يموت طفل جوعا كل ثلاث دقائق بحسب ما تقول الأمم المتحدة.
وقال شافيز إن الذرة التي تدخل في انتاج الايثانول غذاء للماشية والبشر بل إنها تدخل في اطباق بعض الدول مثل المكسيك، اذ ان انتاج مليون برميل من الايثانول سنويا يتطلب زراعة عشرين مليون هيكتار من الأراضي بالذرة في حين تنتج فنزويلا ثلاثة ملايين برميل نفط سنويا.
وقال شافيز بدلا من انتاج محروقات الايثانول لاستخدامها كوقود للسيارات الأمريكية من الأولي استخدامها لاخراج ملايين البشر من البؤس والجوع والفقر.
ولم تفلح السفينة العسكرية الطبية التي ارسلها بوش قبل جولته إلي أمريكا اللاتينية تحت زعم معالجة عشرات الآلاف من الفقراء في التغطية علي هدف الزيارة والتي كشفها شافيز.
شافيز اسد أمريكا اللاتينية وممثل اليسار الجديد فيها استطاع بثوريته الواضحة حصار بوش الصغير، ليثبت للعالم مرة أخري، ­بل يعري­ الشيطان الأمريكي ويكشف في نفس الوقت عن قدرة الزعماء عن الدفاع عن شعوبهم والتمسك بمصالحهم حتي وأن تحدي امبراطورية الشر التي حاولت في أكثر من مرة القضاء علي شافيز ولكنها فشلت لأن الرجل يعبر ببساطة عن شعبه، ويحتضن احلامه وطموحاته ويحاول انتشاله من الفقر والجوع بينما يبيع الآخرون أوطانهم بالقطعة خوفا علي كراسيهم.